03‏/01‏/2014

( ١ ) اليقظة

تلخيص المنزلة الأولى من منازل العبودية، من كتاب مدراج السالكين لابن القيم

أول منازل العبودية ( اليقظة ) وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين.

وأول أنوار اليقظة: لحظ القلب إلى النعمة الظاهرة والباطنة، فيوجب له شهود النعمة نوعين من العبودية:
١- محبة المنعم واللهج بذكره.
٢- مطالعة ذنوبه ومحاولة تخليص إيمانه منها، بالتوبة والاستغفار وعمل الحسنات الماحية. ويكون هذا عندما تكمل عظمة الحق تعالى في قلبه، عندها يعرف قدر نفسه وفقرها إلى مولاها، فتعظم عنده مخالفة من هو محتاج إليه في كل نفس.

ومعرفة النعمة تصفو بثلاثة أشياء:
١- نور العقل، وهو النور الذي أوجب اليقظة. فإن من لم ير نعمة الله عليه إلا في مأكله وملبسه وعافية بدنه وقيام وجهه بين الناس فليس له نصيب من هذا النور البتة.
فنعمة الله بالإسلام والإيمان وجذب عبده إلى الإقبال عليه والتنعم بذكره والتلذذ بطاعته هو أعظم النعم.
٢- النظر إلى منن الله عليه، وكلما حدق قلبه وطرفه فيها شاهد عظمتها وكثرتها فيئس من عدها وفرّغ قلبه لمشاهدة منة الله عليه من غير استحقاق، ويوقن بتقصيره في واجبها والقيام بشكرها.
٣- الاعتبار بأهل البلاء، وهم أهل الغفلة عن الله والابتداع في الدين فهم أهل البلاء حقا.

وأعلى مراتب اليقظة: عدم تضييع الوقت.
وهذا يكون بثلاثة أمور:
١- سماع العلم لمعرفة مراتب الأعمال ونفائس الكسب.
٢- إجابة داعي الحرمة ( بتفقد إجابة داعي تعظيم حرمات الله من قلبه: هل هو سريع الإجابة لها أم بطيء عنها؟)
٣- صحبة الصالحين أرباب العزائم.
وملاك ذلك كله: خلع العادات. ويكون بتوطين النفس على مفارقتها، والغربة بين أهل الغفلة والإعراض.


تلخيص منزلة اليقظة من كتاب مدارج السالكين لابن القيم

ليست هناك تعليقات: