23‏/08‏/2018

خطوة أولى نحو الثقافة



في غضون دقائق معدودة يمكنك البحث عن المعلومة، والوصول للمراجع والحصول على الصور ومراسلة المؤلفين.
حيث تتوافر المعلومات في شبكة الانترنت بشكل مذهل، هذا إذا تغافلنا عن المكتبات وما تحتويه من كتب وأبحاث ورسائل ومخطوطات ونحوها، كل هذا الزخم من المعلومات جعل المتابع يحاول جاهدا أن يكون على اطلاع بما يجري حوله، ومع كثرة هذه المعلومات ينسى الأولويات، فيجد نفسه لم يحقق الأثر المتوقع، بل إنه في أحسن الأحوال  صار كالجهاز الذي بين يديه يحفظ المعلومة ولا يطبقها. 
السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لم يجعلنا التطور المعلوماتي أكثر علما وعملا؟

لو رجعنا إلى عهد الصحابة، نجد المجتمع الأمّي الذي استطاع بفطرته الصافية العمل بخطوات بطيئة أوصلتهم لغايتهم، وكأنما تعلموا من بيئتهم الصحراوية التؤدة والصبر في قطع المفازات. يمكننا أن نجعل من موقفهم في تعلم القرآن الكريم نموذجا في التعلم والتطور والرقي، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمهن ونعمل بهن، ونعلّمهن، ونعلم حلالهن وحرامهن، فأوتينا العلم والعمل ).
فنستخلص من كلماته أربع خطوات في التعلم:
١- التعلّم.
٢- العمل.
٣- التّعليم.
٤- تعلّم مزيد من التفاصيل.

الخطوة الأولى هي التعلّم، فهو وسيلة للوصول إلى غاية، ثم يأتي بعدها العمل والتعليم.
إن الخطأ الذي نمارسه اليوم هو أننا نجعل العلم هدفا، وجمع المعلومات غاية، فنجد البعض يعلم الكثير من المعلومات ولا يطبقها، ينتقد كثيرا ويعمل قليلا.

وهذا ما أشار إليه علي عزت بيغوفيتش في كتابه هروبي إلى الحرية حيث قال: 
القراءة المبالغ بها لا تجعل منا أذكياء، بعض الناس يبتلعون الكتب، وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير الضروري، وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويبني ويتبنى ويفهم.
وأخيرا وليس آخرا.. علينا أن نجعل العلم وسيلة نحو الغاية وهي العمل، ثم نعلمها لغيرنا فيرتقي المجتمع كله.

وللحديث بقية،،

ليست هناك تعليقات: