16‏/04‏/2011

مذكرات أميرة عربيـّة


تأليف : سالمة بنت سعيد بن سلطان
ترجمة : عبدالمجيد حسيب القيسي


ضمن حملة : { كتب تجمعنا } وهى حملة جميلة وبادرة ثقافية قيمة وطيبة تحسب لنا نحن المدونين ونفتخر بمؤسسيها والاشتراك معهم , اخترت بمساعدة صديقتي النشيطة مي هذا الكتاب القيم في أدب السيرة الذاتية .






يعتبر هذا الكتاب سيرة ذاتية .. للسيدة سالمة بنت السيد سعيد , سلطان عمان وزنجبار (1804 – 1856) وحفيدة الأمام أحمد بن سعيد مؤسس السلالة الحاكمة في عمان .

كانت الأميرة الشابة وحيدة والدتها الشركسية من والدها السلطان , وكان لها من الإخوان والأخوات من محضيات أخريات لوالدها ما تجهل عددهم وشخوصهم . إلا انها حقا اقنعتنا بحب والدها السلطان لكل منهم وخوفه على حياتهم وتعليمهم ووجاهتهم . كان الكتاب موجها إلى القارئ الأوروبي , وصدقني أيها القارئ إن هذا الأمر يحدده الكاتب قبل البدأ بالكتابة , ويظهر من خلال مخاطبته لشريحة القراء التي اختارها وثقافتهم العامة , وقد بينته سالمة - أو السيدة اميلي روث كما سمّت نفسها لاحقًا - من خلال شرح مبادئ الثقافة الإسلامية والثقافة العمانية والتقاليد وبعض الأعراف السائدة هناك .


كبرت الشابة الأميرة وقد تأثرت بتاريخ عمان - الذي أدين للمترجم بتلخيص قليل منه في المقدمة - وقد اشتركت مع بعض أخوانها وأخواتها بشّن انقلاب ضد أخيها السلطان العزيز كما وصفته في سيرتها ماجد لصالح أخيها الآخر برغش , باء انقلابهم بالفشل ونقمة السلطان مؤقتا لكن سرعان ما استعادت رضاه بعد فترة من الزمن ونقمة الآخر برغش الذي حكم بعد ماجد .


أحببت وصفها لحياة القصر- أو كما تسميه البيت - وقد دارت أغلب الفصول في أهم البيوت التي عاشت بها واشتاقت لها بعد حياة الغربه , وهى بيت الموتني : أقدم وأكبر قصور السلطان وولدت فيه البطلة , بأجنحته الكثيرة , بسلالمة الغريبة , بخدمة أو عبيده كما اصطلحت , بزوجات والدها ومحظياته الكثيرات اللاتي يعيشن فيه ويشاركها بعض إخوانها وأخواتها الصغار والكبار .


البيت الآخر الذي عاشت به سالمة وهو بيت الواتورو حيث استقرت هناك مع أخيها ماجد وأختها خديجة ووالدتها الشركسية المتدينة كما تصفها دائما . لم يعجبها البيت في البداية لقلة من هم في مثل سنها وصغره مقارنه بييت الموتني لكن سرعان ما هنئت سالمة بحرية كبيرة وبتلقي دروس جديدة كالفروسية والمبارزة كما تفعل الأميرات لكن صديقتنا تمردت أكثر وتعلمت من أحد العبيد شيء لم يكن مسموحا به في منهج تعليمها ألا وهو الكتابة ! حيث تقتصر دراسة الأميرات على قراءة القرآن الكريم , كما بينت طرافة جهل العديدات من الأميرات وكم من موقف مضحك كادوا الوقوع فيه لولا مشيئة الخالق .


البيت الثاني هو ثالث بيت تعيش فيه البطلة مع أمها بعد عامين من الجلوس في بيت الواتورو , بسبب خلافات لم تطيقها الوالدة بين زوجة ماجد عائشة وبين أخته الشقيقة خديجة .


هناك فصول تناولتها الكاتبة للحديث عن حياتها بشيء من التفصيل كفصل الحديث عن بعض أخواتها وإخوانها وفصلي الحياة اليومية في بيتها و أزياء النساء في بيوت السلطان للتعريف بنظام حياة النساء العمانيات بشكل عام والأميرات بشكل خاص , و فصل ولادة الأطفال وتربيتهم وقد قارنت هنا بين حياتها في عمان وطرق تربيتهم وبين تربيتها لأولادها في برلين , أما فـَصلي وضع المرأة في المشرق والخطوبة والزواج في بلاد العرب لتعريف العادات والتقاليد العمانية , وفـَـصلي شعائر الحداد والصيام والأعياد في الإسلام للتعريف بدين عمان الرسمي والذي تركته البطلة لتتحول للمسيحية , واعترف أنها كتبت عن دينها السابق بقليلٍ من الإنصاف .

رأيي في الكتاب ..

أحب قراءة السير الذاتية , خاصة عندما تكون لشخصيات لا نعرف عن عوالمها ولا عاداتها ولا طبيعة حياتها آنذاك , قراءتي لهذه الشخصية نمّت لدي تصورات عن الإنسان العماني والحقبة التي عاشت بها بكاملها , صحيح أنني تضايقت لبعض الأحداث مثل ارتدادها عن الإسلام , عودتها مع الألمان في استغلال واضح لشخصها ولكنني أحببت قرائتي للكتاب , واستمتعت به .

ألف شكر للقائمين على الحملة ..


ebtsamh

،،،


* الشكر موصول لك عزيزتي ابتسامة لمشاركتك المثمرة في الحملة
تشرفنا بمعرفتك وأسعدنا التعاون معك
** نسخة إلكترونية من الكتاب
http://www.4shared.com/document/h79CAZcZ/___online.html

هناك 12 تعليقًا:

Seema* يقول...

أعتقد أننا بحاجة للمزيد من مثل هذه الكتب.

الله يعطيكم العافية :")

جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يقول...

يبدو كتاباً مثيراً للاهتمام.خاصة,لأنها أول مرة أسمع فيها عن الكاتبة!
شكراً لك.

may يقول...

Seema*

يعافيج ربي يالغلا

منورة

:)

may يقول...

جواهر

حياك الرحمن

نعم ، هي غير معروفة بالنسبة لنا لكنها تشكل جانبا كبيرا في التاريخ العماني..

آلاء يقول...

مقتطفات رائعة ومشوقة من الكتابَ
مي ~ دائماَ مبدعين وحبيت الكتابَ رغم ان الكاتبة لم يمر عليِنا اسمها مسبقاً
ربي يسعدكَ يالغلآ واعذرينا عالقصور >_<

zahid يقول...

كلام جميل..قد يكون كتاب " محاضرات عن المجتمع العربي بالكويت لعبدالعزيز حسين به بعض المعلومات عن هذا الموضوع..

د.ريان يقول...

صباح العطر ..سيدتي

ومدونة رائعة وجميلة

وكتاب رائع

دمتم بخير

may يقول...

زحمة حكي..

ما من قصور يالحبيبة..
يكفي وجودج يالحبيبة..

may يقول...

زاهد..

حياك الرحمن
تسعدني زيارتك لمدونتي ..

may يقول...

د. ريان

أهلا بك..
حياك الرحمن..

ذَهـلاء يقول...

شكرا لـ كتب تجمعنا 3>

قرأت الكتاب قبل 3 سنوات تقريبا، وعلى الرغم من كوني عمانية إلا أنّ معظم ما كتبته الأميرة سالمة كانَ يمثل حقائق جديدة وعجيبة لي! خصوصا حياة القصر والسلطان.
أحببتُ الكتاب جدا، تعرفتُ فيه على أشياء كثيرة كنتُ أجهلها عن تاريخِ بلادي.
ولا أنسى حزني أيضا من الأحداثِ الأخيرة من حياةِ الكاتبة: الارتداد والغربة.

قراءة وافية جدا ابتسامة.
أظنني سـ أزور مكتبتكِ كثيرا بعد هذا اليوم مي ^^

تطبيقات يقول...

رائعه