01‏/02‏/2015

اليد واللسان

القراءة والأمية ورأسمالية الثقافة
عبد الله الغذامي

كتاب ممتع مع الكاتب عبد الله الغذامي لأول مرة، وهو من ترشيح ابنتي مريم، وهو عبارة عن مجموعة مقالات منشورة في الصحف تم جمعها في هذا الكتاب، وقد تفاوتت هذه المقالات في درجة قوتها في الفكرة والطرح، سأقتبس منه بعضا مما أعجبني في كتابه.

نقرأ / لا نقرأ

في هذه المقالة يذكر الكاتب أن القراءة ليست محصورة على فعل القراءة نفسه بل يشمل حتى السمع والبصر، فقد يستمد الإنسان معلوماته منهما وليست مقصورة على صفحات الكتب فقط، وهذا ما يجعل المسلمين الأميين -في السابق- لم يؤخرهم جهلهم في القراءة عن الفتوحات والاختراعات. وفي هذا يقول:
" إن الربط بين القراءة والثقافة حتى لتكون هذه علامة على تلك لهو ربط قسري ويتجاهل حقائق جوهرية حول مصادر الثقافة، وأولها الرواية الشفاهية التي كانت مصدرا تاريخيا شاملا وكليا وله مفعول جبار في القديم مثلما له مفعول حديث في زمن الإذاعات والمسجلات والمرويات الصوتية" ص٢١

المقارنة الثقافية

يشير الكاتب هنا إلى المقارنة بين القراءة عن العرب والغربيين في عدة أمور:

"أن الكتب التي تحوز على مسميات الأكثر مبيعا هي كتب ساذجة وبسيطة وليست كتبا في المعرفة ولا في الثقافة العليا ولا في الثقافة الجادة، وهي إلى الاستهلاك وصناديق النفايات أسرع منها إلى العقول. وكثيرا ما يترك الناس هذا النوع من الكتب على كراسي الانتظار."ص٢٤

"إن الحال الاجتماعية الغربية حال انفرادية، والفرد هناك هو كون قائم بذاته ويندر التفاعل الاجتماعي بين البشر، وإذا ركب المرء في طيارة أو قطار وحافلة فإن الصمت يعم بين الركاب ويندر أن يدخل راكب وآخر في محادثة تقطع عليهم مشوار السفر ولهذا يلجأ الناس للكتب البسيطة والمسلية لتزجية وقتهم كبديل عن المحادثة وهذا ما صنع موضة الكتب الأكثر مبيعا، بينما الطبع الشرقي هو تزجية الوقت في الأحاديث بين الناس المتعارفين وغير المتعارفين... وفي المقابل فإن التخاطب بين البشر هو ضرب من ضروب التبادل الثقافي والمعلوماتي مثلما هو إمتاع وتسلية وتزجية وقت." ص٢٥

رفوف المكتبات
"من أطرف المظاهر عندنا هو ما سنته دور إحدى دور النشر العربية حيث لاحظت أن الديدن العام في طباعة ثلاثة آلاف نسخة من الكتاب غير نافع تسويقيا، لأن انتظار حظوظها مع التسويق مؤملة للوصول إلى نفاد الطبعة الأولى سوف يطول، وإذا صارت تطبع خمسمائة نسخة فقط على أساس أن نفادها لن يطول كثيرا، وهذا سيعطيها مجالا لإعلان نفاد الطبعة الأولى (من دون ذكر الأرقام) والتبشير بالطبعة الثانية، وهكذا حتى تصنع من الثلاثة آلاف نسخة المعتادة ست طبعات مدعاة. وإذا رأى الزبون أن هذا الكتاب قد صدرت منها طبعتان في شهور تولد عنده الظن بأهمية الكتاب، وهي بعبة تسويقية حرصت هذه الدار على كتابة رقم الطبعة في الركن الأيسر من أعلى الغلاف وبشكل بارز بما أنه إعلان تسويقي." ص٧٩

هذه بعض المقتطفات من الكتاب الشيق: اليد واللسان.
يمكنكم قراءة النسخة الإلكترونية من كتاب اليد واللسان في موقع عبد الله الغذامي ( من هنا )

هناك 4 تعليقات:

sheeshany يقول...

لم أقرأ هذا الكتاب للغذامي، شكراً لعرضك له.

أعجبني "...بل يشمل حتى السمع والبصر" صحيح 100% ، القراءة فعل يتجاوز كنهه.
------------
التسويق، آفة برأيي!

نقل عفش يقول...

موضوع جيد
بالتوفيق ان شاء الله

نقل عفش يقول...

مقالة جيدة
شكرا جزيلا لك

Unknown يقول...


http://www.mediu.edu.my/ar/
المكتبة الرقمية
http://dlibrary.mediu.edu.my/

تمثل المكتبة الرقمية لجامعة المدينة العالمية من أبرز الصور الداعمة للبحث العلمي للدارسين والمتخصصين والباحثين في شتى فروع المعرفة؛ حيث تضم أكثر من خمسين ألف مرجع، تغطي كافة التخصصات الأكاديمية، وتقوم بالتحديث المستمر لهذا المحتوى؛ مما يحقق تراكمًا معرفيًا ضخمًا على المدى البعيد.
الرؤية:
إتاحة قاعدة عريضة من المعلومات والبحوث العلمية المسموعة والمقروءة لخدمة الطلاب والباحثين المعتزين بالقيم الإسلامية القادرين على مواجهة التحديات، والمشاركين في نهضة المجتمعات.
الرسالة:
تقديم الخدمات المكتبية الرقمية والمصورة والمسموعة المتكاملة.
الهدف من المكتبة الرقمية:
1. نشر الرصيد العلمي في سائر فنون العلم والمعرفة وتعميمه بأسلوب يحقق الفائدة العلمية المرجوة.
2. توظيف التقنية الحديثة والاستفادة القصوى ممّا تُتيحه من إمكانات هائلة في مجال المكتبات وبالأخص الشبكة العالمية للمعلومات “الإنترنت”.
3. خدمة الدارسين والباحثين في شتّى بقاع الأرض بما يُوفِّر عليهم الجهد والوقت في التصفّح والعرْض والبحث بطريقة عرْض تتناسب مع المعايير العالمية للمكتبات.
4. التعاون والمشاركة والتسويق المتبادل للموارد المكتبية مع الجهات المختصة.
موقع المكتبة الرقمية
http://dlibrary.mediu.edu.my/