01‏/03‏/2016

التسكع على الخريطة


التسكع على الخريطة
عبد الكريم الشطي
قد يسافر مجموعة من الأشخاص لنفس البلد، ومع ذلك نجد كلا منهم يصف رحلته بشكل مختلف تماما عن الآخر، فحين يكون اهتمام أحدهم بالتسوق نجد الآخر يحب الطبيعة كما يوجد من يؤثر الراحة في بهو الفندق .. وهكذا..
أما في التسكع على الخريطة فنحن نرى السفر من زاوية أخرى قلما نراها بعيون عربية، فلسفة السفر مع حقيبة ظهر لكل المستلزمات مع بعض الهدايا الشرقية التي تسهل كسب الآخرين.
يتحدث - الشطي - في كتابه عن أربع رحلات وبقلم أدبي جميل، وفي ثنايا الصفحات تجد معلومات تاريخية مرتبطة بهذه المناطق التي يزورها مما سيمنح الكتاب بعدا تاريخيا وثقافيا لو تمت الإشارة لمصادرها، بالإضافة لصور منوعة له تمنيت لو كانت أكثر وضوحا وبنسخ أصلية غير مأخوذة من الانستغرام.
وفي حديثه المختصر عن الحياة في هذه المدن وأهاليها ومنازلهم وطعامهم .. تجده ينثر بعضا من خواطره.. مثل:
هذا ما ستكتشفه في طوافك السابع حول الكرة الأرضية: "نحن مختلفون من الخارج متشابهون من الداخل."
وتدرك أنك أنت الآخر كنت مغلفا بقشورك الخارجية التي كساك إياها مجتمعك منذ الطفولة، ما إن تتعرى منها قليلا حتى تكتشف صلصالك المخفي لتتجاوز الظاهر في رحلة إلى لبك الطاهر.
كما يتحدث عن التعامل مع المدن بطريقة جميلة ..
وحينما تطأ أي مدينة، عليك أن تقدر عمرها وتعاملها على عمرها.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذا الأسلوب في الرحلات يعتبر نوعا من أنواع السفر، ولا يصح أن نشير له على أنه هو الأسلوب الأمثل وما عداه أقل منه، فكل منا له مقاصد تختلف عن غيره، وما نبحث عنه قد يكون متوفرا لغيرنا. وهذا ما اختلف فيه مع الكاتب فقد أشار إلى رحلته بأنها "السفر الحقيقي" وقلل من الأسلوب الدارج في السفر، كما في قوله:
" أنصحكم بالتخلص من عقدكم وتجربتها"
وقوله في موضع آخر:
 " كان نمط السفر الخليجي يحتم علينا التعالي على الآخرين وصرف آلاف الدنانير على الفنادق والمقاهي دون أن نعرف عن أهل البلد شيئا..."
لولا هذه الإشارات وبعض الأخطاء الإملائية -في الهمزات خصوصا- لكنت قيمت الكتاب ١٠ من ١٠ ، ومع ذلك أنصح بقراءته.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الاستماع والاطلاع على موقع جامعة المدينة العالمية لقد سعدت كثيراً بأن هناك أشخاصاً مثل الدكتور أحمد عبد الرحمن، والأستاذ فايز المشعل الذين يطرحون حلولاً تكنولوجية للتعليم عن بعد بتوجهٍ إسلامي مستقل وأتمنى لهم التوفيق بعناية الله.

وكنت معجباً جداً بأسلوب تحقيق الشخصية المتبع في نظامهم. وسعدت كثيراً باللقاء، وأنا متأكد من نجاح مشروعهم بإذن الله.

ولاء الدين بكري.

مدير تطوير الأعمال بجامعة ميدلسكس

بلندن.