01‏/12‏/2013

إلى الظل

الأضواء القوية تظلل النظر
تجعلك تضيق حدقة عينك لتتلافى الأنوار القوية
قد ترفع يدك في مواجهتها



ماذا عن الظل؟
ماذا عن الأماكن البعيدة عن النور؟

لفت انتباهي لفظ الظل في آية، وأخذت أتأمل مدلولها..

" فسقى لهما ثم تولى إلى الظل "(١)

سياق الآية هنا عن نبي الله موسى، عندما ورد ماء مدين ، ووجد تجمع الناس للسقاء، ولاحظ امرأتين تذودان عرف بعد ذلك أنهما تنتظران ذهاب الناس، فما كان من النبي الكريم إلا أن سقى لهما ثم تولى إلى الظل.
الظل هنا ابتعاد عن الأنوار، ابتعاد عن أدنى ثناء ، وليس ذلك فقط، بل ينسب هذا الصنيع لرب العالمين بقوله: "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير"
ما الخير الذي يعنيه نبي الله موسى في هذا الموقف؟
إن خدمة الناس خير، وما يسوقه الله لك لتخدم غيرك هو خير، خير لك قبل أن يكون لهم.
إن هذا العمل العظيم بهذه النية العظيمة وهذا الأداء العظيم بكل التواضع العظيم كان له الجزاء العظيم، فقد ذكر بعض المفسرين أن هاتين الفتاتين هما ابنتي نبي الله شعيب، وكان جزاء نبي الله موسى أن زوجه بخير النساء حسبا وأخلاقا. 
وهذا الجزاء في الدنيا.. فكيف بالآخرة..
من يجعل نيته لله دون انتظار المقابل، يثيبه الله من حيث لا يحتسب، وفوق ما يخطر بباله.
-----------------------------------------
(١) سورة القصص / آية ٢٤

ليست هناك تعليقات: