21‏/09‏/2011

الأجنحة المتكسرة

جبران خليل جبران

تتراكم الكتب على أرفف الوقت ، نعتاد معه على وجودها وتجاهلها ، ونتعمق في كل ما يبعد عن الوجدان..
وقد نستتر بقراءة أي كتاب لا يعجبنا بالضرورة  في صورة من صور الهروب !
وحين يغيب المنطق وقوانينه .. اختار الأجنحة المتكسرة ..
لأحلق مع جبران و تنهداته وآهات سلمى نحو الحب بأسلوب أديب يخلط حبره بفلسفة  سلسة ويرسم به جمال بيروت بلوحات ترسمها الحروف ، كيف لا وهو رسام أبهر الغرب في رمزية لوحاته وعمق معانيها.


أقتبس لكم بعضا مما أعجبني :

إن لم يكن للصبي من الملاهي مايشغل فكرته ومن الرفاق من يشاركه في الميول كانت الحياة أمامه كحبس ضيق. ص22

إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس. ص34

ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة . إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي وإن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل . ص42

إن القلب بعواطفة المتشعبة مثل الأرزة بأغصانها المتفرعة فإذا مافقدت غصنا قويا تتألم ولكنها لا تموت بل تحول قواها إلى الغصن المجاور.

إن دمعة واحدة تتلمع على وجنة شيخ متجعدة لهي أشد تأثيراً في النفس من كلّ ما تهرقه أجفان الفتيان. ص46

ويقول في وصف سلمى :
إن الملامح التي تبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالا وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمة . أما الوجوه التي لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس وخفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسبة الأعضاء . إن الكؤوس لا تستميل شفاهنا حتى يشف بلورها عن لون الخمر. ص52

وذكر من كلام سلمى له :
إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول . قلب المرأة ينازع طويلا ولكنه لا يموت . قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه ، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام  والجماجم ، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة ويظل فيها الربيع ربيعا والخريف خريفا إلى نهاية الدهور....
 وتسرتسل إلى قولها :
أريدك أن تحبني . أريدك أن تحبني إلى نهاية أيامي . أريدك أن تحبني مثلما يحب الشاعر أفكاره المحزنة . أريدك أن تذكرني  مثلما يذكر المسافر حوض ماء هادئ رأى فيه خيال وجهه أن يشرب من مائه . وأريدك أن تذكرني مثلما تذكر الأم جنينا مات في أحشائها قبل أن يرى النور . وأريدك أن تفكر بي مثلما يفكر الملك الرؤوف بسجين مات قبل أن يبلغه عفوه... ص56

أما ختام الرواية فقد أتى حزينا وجميلا ، ليعيدني إلى حيث أبحث عن نفسي برفقة المنطق !

لمزيد من التفاصيل عن أحداث الرواية يمكنكم زيارة مدونة amoment  لأختنا ابتسامة ، حيث أجادت تقديمها .

 يمكنكم تحميل نسخة pdf. من رواية الأجنحة المتكسرة على الرابط التالي :

هناك 15 تعليقًا:

Ola يقول...

أتعلمين يا مي..
الأجنحة المتكسرة هي من اولى الروايات التي قرأتها في حياتي..
اقتباساتك الرائعة احيت فيّ الحنين لتذوقها مُجدداً...:)

شُكراً لك..

Sweet Revenge يقول...

شكل الكتاب يعور القلب
علي كل الي سمعته عن جبران خليل جبران ماقط قريتله شي ماني عارفة ليش
شكرا مي :)

زيزفونة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلًا بالغالية مي.. وكل عام وأنت
بخير وإن كانت متأخرة إلا أن المحبة
سبقت بها
........

خليل جبران خليل
في معانيه الكثير من العمق
وفي تركيباته الكثير من الجمال
بحق قلم فذ
قرأت له مجموعته الكاملة
وأعجبت ابتداءً بها حتى وضعته
في مصاف الرافعي والمنفلوطي
من حيث جمالية تصويرهم ودعوتهم للعدل والقيم النبيلة
وما إن انتصفت في القرآءة حتى
شعرت أنه يأصل للتمرد على الفضيلة
ويبرر للكثير من العلاقات الخارجة عن نطاق الشرعية..
فهل تشاركينني الرأي؟

mhsnelmhmdy يقول...

مدونتك مفيدة وقد شعرت بالغيرة
لكني اشعر بالفرح عندما اكتشف ان الصعب سهل
وفقك الله

وظائف مصرية يقول...

رائع جدا وممتاز ومدونة جميلة شكرا لك ...

may يقول...

علا وتد

حياك الرحمن يا حبيبة
الحمد لله أن الاقتباسات أحيت لديك ذكرى جميلة
أتمنى لك وقت ممتع ومفيد يا علا

:)

may يقول...

سويته الحبوبة

جبران له قلم رائع ، أنصحك بعدم تفويت فرصة التلذذ بالقراءة له..

:)

may يقول...

زيزفونه العزيزة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا ومرحبا بالأحبة

نعم ، صدقت ، جبران ذكرني بقلم الرافعي تحديدا ، هذا ما شعرت به وأنا أقرأ له..

وبالنسبة لما ذكرتِ فجبران كاتب نصراني ولا نستقي منه التعاليم أبدا وليس بقدوة ! إنما أسلوبه الأدبي الرائع هو ما أثنيت عليه ، وإلا ففي هذه الرواية له اعتراض على القدر ومخاطبة لله عز وجل بما لا يليق!! سبحانه وتعالى عما يصفون..

لكن يبقى هو أديب ، لا نستقي منه ديننا وليس بقدوة ، فقط نتذوق أدبه..

شكرا لنظرتك الفاحصة ،،
أعجبني طرحك يا غالية

may يقول...

شخص ما

ههههه
أرجو أن تكون غبطة محمودة أخي العزيز
أتمنى لك الفائدة في مدونتي
وشكرا جزيلا

:)

may يقول...

وظائف مصرية

أهلا بك
كيف حالكم في مصر..

تمنياتنا لكم بحاكم جديد يعيد لمصر أمجادها..

:)

Seldompen يقول...

صباح الخير مي ..

=)

أشتقت أن أكون هنا ,,

أما عن الأجنحة المتكسرة , فقد أعجبتني حقاً الإقتباسات التي أقتبستها من الكتاب , دائماً تبدعين في إنتقاء الجميل .. وأكون على علم بأنه كذلك لأنه من أختيارك ..

وأكثر ما أحببته هو " ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة . إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي وإن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل "


المعنى رائع جداً , وواقعي حقاً ..

شكراً لكِ دائماً لجميل ما تطرحينه ,

لك أرق تحيّة من القلب =)

may يقول...

الغالية :
Pen Seldom

أهلا وسهلا ومرحبا بالمتألقة Pen

وأنا اشتقت لك أكثر

رائع ما وقفت عنده ، وقد استوقفني كثيرا ، فهو يؤسس الفهم الروحي والاختيار القلبي..

ممتنة لمتابعتك
حفظك الرحمن

ريمية الخير,, يقول...

وقد نستتر بقراءة أي كتاب لا يعجبنا بالضرورة في صورة من صور الهروب !
اعجبتني يقدر اعجابي باقتباساتك
عنوان الكتاب موجع :(
الانكسار يولد القوة والراحه !!
اثبت لنا ذلك جبران ,, وقال :
إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس.
الحزن يسبب للنفس الانكسار وان وجدت من يشاركها الاحساس والشعور تحول هذا الانكسار لقوة وراحة..
وهب الله تعالى لنا ولكِ نفوساَ طيبة تشاركنا الفرح والحزن..

may يقول...

اللهم آمين

أهلا ريمية الخير كله
حي الله الحبيبة الغالية

وقفاتك عجيبة يالريم

:)

TotoSalcom يقول...

nice very nice