01‏/01‏/2010

قصة في العلم و العبادة.. أيهما أفضل؟

قال ابن القيم: قال المزني: رُوِي عن ابن عباس أنه قال:
إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالِم ما لا تفرح بموت العابد، والعالِم لا نُصيب منه، والعابد نُصيب منه؟ (١)
قال: انطلقوا، فانطلقوا إلى عابد فأتوه في عبادته فقالوا: إنا نريد أن نسألك! فانصرف، فقال إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟
فقال: لا أدري!
فقال: أترونه كفَرَ في ساعة؟!
ثم جاؤوا إلى عالِم في حلقته يضاحك أصحابه ويحدثهم.
فقالوا: إنا نريد أن نسألك.
فقال: سل.
فقال: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟
قال: نعم.
قالوا: كيف؟
قال: يقول: كن فيكون؟
فقالوا: أترون ذلك لا يعدو نفسه، وهذا يُفسد علي عالما كثيرا.

وقد رُوِيت هذه الحكاية على وجه آخر، وأنهم سألوا العابد فقالوا: هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه؟
فقال: لا أدري.
فقال: أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله.
وسألوا العالِم عن ذلك فقال: هذه المسألة محال: لأنه لو كان مثله مخلوقا، فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل، فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله، بل كان عبدا من عبيده، وخلقا من خلقه.
فقال: أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين! أو كما قال.(٢)
-----------------------------------------------------------------------------------
(١) نصيب منه: أي نجعله يعمل السيئات.
(٢) روائع القصص الإسلامي / أ.د. عمر سليمان الأشقر/ ص١٠.

ليست هناك تعليقات: