06‏/12‏/2011

سيرة شعرية


لأول مرة أستعير كتابا منذ أيام الدراسة .. وذلك يعني أن أقرأ الكتاب بدون التخطيط بالقلم ، تماما كالقهوة بدون سكر !
علاوة على ذلك فالكتاب قديم جدا ، وذلك يستدعي رقة في تصفح الكتاب لكي لا يتكسر الصمغ الذي بالكاد يضم أوراقه ذات الطبعة الثانية عام 1988 م ، وقد تكسر !


الكتاب ممتع جدا ، ويكشف جوانب جميلة في حياة شاعرنا الدكتور غازي ، في المقدمة يتحدث الدكتور غازي عن كتابه قائلا :
يمثل هذا الكتاب سيرتي الشعرية ، ويقف عند هذا الحد لايكاد يجاوزه . بمعنى أن الكتاب يتحدث عني كشاعر فحسب.
على أن فصل السيرة الشعرية عن السيرة الذاتية أمر بالغ الصعوبة .

 ينقسم الكتاب لثلاثة أجزاء رئيسية :

الجزء الأول : سيرة شعرية.
الحديث هنا شيق عن بداياته الشعرية وصديقه الشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع وذكرياتها معا منذ الثانوية ، كما يتحدث عن دواوينه الشعرية كل على حده ، والظروف التي رافقت كتابته ونشره ، بل وحتى مبيعاته والنقد الذي وجّه له ، وحياته في البحرين والقاهرة والولايات المتحدة. ويتحدث عن مكانة الشعر في حياته فيقول:
لا أنظر إلى الشعر نظرتي إلى هواية كجمع الطوابع ولكنني أرفض أن أُختصر في كلمة واحدة هي كلمة شاعر!
الجزء الثاني : ويسألونك عن الشعر.
أما هذا الجزء فقد خصصه للإجابة عن أسئلة من متابعيه  وقد قسمه إلى فصول تتناول ما يرتبط بحياته الشعرية.
فيذكر عن الحب:
هل يمكن الفصل بين الحب والدهشة ؟
أليس الحب دهشة لا تنتهي !
أليست الدهشة أمام الحياة حبا ؟
فلنقل أنها كانت دهشة الحب ، أو حب الدهشة !
ويقول في الحزن:
أنا لست أشد حزنا من الآخرين ، ولكني أتمكن أحيانا من التعبير عن حزني بالطريقة التي تعارف الناس على اعتبارها شعرا.
وذكر عن النقد:
وكم من عائب قولا صحيحا * وآفته من الفهم السقيم
 من الأسئلة التي وجهتها له إيمان علي : ماذا يمثل الشعر لغازي القصيبي ؟


يمثل الكثير الكثير ، فهو بدون أية مبالغة شعرية ، غنائي في لحظات السعادة ودموعي عندما يجتاحني الشوق إلى البكاء ، ومعه أعيش أوقاتا لا تنسى ، وعن طريقه أصل تجربتي الذاتية بتجارب البشرية عبر القرون والسنين .
الجزء الثالث : قصائد.
لقصائد مختارة من دواوينه الشعرية. أختار لكم منها أبيات غزل من كتاباته في القاهرة.
حبيبتــي أميــرة في النســاء * تومــض في نــاظـرها الكبرياء
جـــاد لها الحسن بما تشتهي * وأعطيــــت من دهرها ما تشاء
يقـول عنها الناس مغــرورة * ويلي من الناس .. من الأغبيـاء
ما قيمـة الحسن إذا لم يكـــن * فوق حدود الوهم .. فوق الرجاء
وهل عشقنـا البــــدر لو أنــه * خـر إلى الأرض وعاف السماء

توفي د. غازي رحمه الله في يوم الأحد الموافق 15 أغسطس 2010م  رحمه الله وغفر له وأفسح له في قبره وأسكنه فسيح جناته. اللهم آمين.
نختم بآخر القصائد التي كتبها في حياته  مطلعها : ماذا تريد من السبعين يا رجل ؟

هناك تعليقان (2):