قال جعيف السمرقندي الحاجب:
نمت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته، وقد انقطع عن العسكر، وليس معه غيري، إذ خرج علينا أسد فقصد قصدنا.
فقال لي المعتضد: يا جعيف أفيك خير اليوم؟
قلت: لا والله.
قال: ولا أن تمسك فرسي وأنا أنزل؟
فقلت: بلى.
قال: فنزل عن فرسه وغرز أطراف ثيابه في منطقته، واستل سيفه، ورمى بقرابه إلي، ثم تقدم إلى الأسد فوثب على هامته ففلقها، فخر الأسد صريعا، فدنا منه فمسح سيفه في صوفه، ثم أقبل إلي فأغمد سيفه في قرابه، ثم ركب فرسه فذهبنا إلى العسكر.
قال: وصحبته إلى أن مات فما سمعته ذكر ذلك لأحد، فما أدري من أي شيء أعجب؟ من شجاعته أم من عدم احتفاله بذلك حيث لم يذكره لأحد؟ أم من عدم عتبه علي حيث ضننت بنفسي عنه؟ والله ما عاتبني في ذلك قط.(١)
---------------------------------------------
(١) روائع القصص الإسلامي/ أ.د. عمر الأشقر/ ص٥٤.
نمت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته، وقد انقطع عن العسكر، وليس معه غيري، إذ خرج علينا أسد فقصد قصدنا.
فقال لي المعتضد: يا جعيف أفيك خير اليوم؟
قلت: لا والله.
قال: ولا أن تمسك فرسي وأنا أنزل؟
فقلت: بلى.
قال: فنزل عن فرسه وغرز أطراف ثيابه في منطقته، واستل سيفه، ورمى بقرابه إلي، ثم تقدم إلى الأسد فوثب على هامته ففلقها، فخر الأسد صريعا، فدنا منه فمسح سيفه في صوفه، ثم أقبل إلي فأغمد سيفه في قرابه، ثم ركب فرسه فذهبنا إلى العسكر.
قال: وصحبته إلى أن مات فما سمعته ذكر ذلك لأحد، فما أدري من أي شيء أعجب؟ من شجاعته أم من عدم احتفاله بذلك حيث لم يذكره لأحد؟ أم من عدم عتبه علي حيث ضننت بنفسي عنه؟ والله ما عاتبني في ذلك قط.(١)
---------------------------------------------
(١) روائع القصص الإسلامي/ أ.د. عمر الأشقر/ ص٥٤.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق