بقلم: عبد الفتاح أبو غدة
من أجمل الكتب التي قرأتها ولعلها أفضل ما كتب في تطوير الذات، كتاب أعدك أنه سيغير من نظرتك للحياة واستثمار الوقت بطريقة مختلفة، حتى أنك ستحسب لكل دقيقة حسابها وكيف تطور نفسك بشكل مستمر.
فيما يلي تلخيص مبسط عن الكتاب، ولا يغني عنه.
***
تلخيص كتاب:
قيمة الزمن عند العلماء
بقلم : الشيخ عبد الفتاح أبو غدة
الزمن من أجل النعم وأغلاها , فهو ميدان وجود الإنسان . وقد أقسم الله سبحانه بالزمن للدلالة على عظم شأنه ، قال تعالى: (والعصر) (والضحى) وأنب الكفار في إضاعتهم لأعمارهم، (أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). مغبون: أي ذو خسران، والمقصود أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ بل يصرفونها في غير محالها فيصير كل واحد منهما في حقهم وبالا.
ولعظم شأن الزمن فهو مناط المساءلة يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله أين اكتسب وفيما أنفقه، وعلمه ماذا عمل به).
* نماذج من السلف مع الوقت:
- كان قتاده يختم القران في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة.
- محمد بن الحسن كان يجزأ الليل ثلاثة أجزاء جزء ينام، وجزء يصلي، وجزء يدرس. وكان يوكل غيره في حوائج أهله ليكون أفرغ لقلبه وأصفى لفكره في الإشتغال لطلب العلم. وكان يزيل نومه بالماء ويقول إن النوم من الحرارة، ويبدد الملل والفتور بتلوين القراءة والمطالعة بإنتقاله إلى علم آخر.
- أما الجاحظ فإنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله الى آخره حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.
- أما اسماعيل القاضي فإنه لم ير قط إلا وفي يده كتاب ينظر فيه أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه أو ينفض الكتب.
- وأخبر عبد الرحمن عن أبيه أبي حاتم فقال: ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه.
- أما ابن المَكوِي القرطبي فقد كان لا يفارق المطالعة وفيها لذته، حتى وهو يتجر في سواق البزازين وفي أيام العيد.
- سليم الرازي إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ أو يتلو لا فراغ لديه حتى أثناء إصلاحه القلم يحرك شفتيه بذكر لئلا يمض عليه زمان وهو فارغ.
- أبو عبدالله النيسابوري يقرأ عليه في حال مرضه وهو في فراشه، ونهاه الطبيب فقال: لا أستجير أن أمنعهم من القراءة وربما أكون قد حبست في الدنيا لأجلهم .
- ابن القيم يروي عن ابن تيمية أنه إذا دخل الخلاء وصى ابنه قائلا: إقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى اسمع.
- المؤرخ ابن العديم الحلبي إذا سافر يركب في محفة تشد له بين بغلين، ويجلس فيها ويكتب.
- ابن النفيس يسجل بعض مباحث الطب أثناء استحمامه، يخرج ويستدعي دواة وقلم وورق ويصنف مقالة ثم يعود ويكمل تغسيله .
* ما يعين على اغتنام الوقت:
١ـ الإنفراد والعزلة ما أمكن والإختصار على السلام أو حاجة مهمة.
ابن الجزري إن اضطر للقاء البطالين شغل وقته بقص الورق وبري الأقلام وحزم الدفاتر فهي لا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فارصدها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع وقته.
٢ـ قلة الإكل:
الفخر الرازي يقول: والله إنني أتأسف في الفوات عند الاشتغال بالعلم في وقت الأكل، فإن الوقت والزمان عزيز.
الفخر الرازي يقول: والله إنني أتأسف في الفوات عند الاشتغال بالعلم في وقت الأكل، فإن الوقت والزمان عزيز.
٣ـ قلة النوم:
الإمام النووي يقول: بقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة بعد عشاء الآخرة ويشرب شربة واحدة عند السحر، وسئل عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت الكتب لحظة وأتنبه.
وقال سفيان الثوري: بقلة الطعام يملك سهر الليل .
٤- الذكر، يعطي قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يُظن فعله بدونه.
٥- حمل دفتر صغير وقلم لتقييد الفكرة إذا عنت حيثما كانت.
٦- حمل ما لطف من الكتب وخف حمله للقراءة حيث تيسرت.
فقد كان الفتح بن خاقان فإنه كان يحمل الكتاب في كمه أو خفه فإذا قام من بين يدي المتوكل للبول أو الصلاة أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي، يصنع ذلك في ذهابه ورجوعه. فإذا أراد المتوكل القيام لحاجة، أخرج الكتاب وقرأه في مجلس المتوكل الى حين عوده.
٧- ترك المعاصي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
٨- أن يخادع نفسه عند الملل والفتور بالأخبار والأشعار، أو الانتقال من غرفة إلى غرفة، أو الاستحمام، أو تلاوة القرآن، أو محادثة صديق.
قال أبو العتاهية: لن يصلح النفس إذ كانت مدبّرة إلا التنقل من حال إلى حال
٩- الاشتغال بالمهم وتقديمه على غير مهم.
وصية ابن سيرين: العلم أكثر من أن يحاط به، خذوا من كل شيء أحسنه.
١٠- سرعة الكتابة، سرعة القراءة، سرعة المشي.
١١- عدم تأخير الأعمال وتأجيلها.
“كتب عمر إلى موسى الأشعري: أما بعد، فإن القوة في العمل آن لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد، فإنكم إذا فعلتم ذلك تداركت عليكم الأعمال - أي تتابعت وتكاثرت- فلم تدروا بأيها تأخذون، فأضعتم”.
١٢- مصاحبة المجدين الأذكياء، مذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ لساعات، وقراءة أخبار العلماء الأفذاذ.
من نتائج المحافظة على الأوقات:
تمكن العلماء من قراءة كتاب واحد مرات كثيرة، فالنبوغ في العلم والرسوخ فيه لا يأتي إلا بإدامة النظر وتكرار المطالعة لا بتلقي دروس محدودة في ساعات معدودة.
فقد قرأ أبو بكر بن عطية البخاري أكثر من ٧٠٠ مرة. وأبو اسحق الشيرازي يعيد كل درس ألف مرة. وغيرها من الأمثلة في تكرار القراءة والحفظ المتقن.
حسن توزيع كل عمل على ما يناسبه من الأوقات:
السَّحر أحسن لمن أراد أن يصنع (كتابة الشعر والتأليف والدراسة)، وأما من أراد الحفظ فالليل، وللبحث أول النهار.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق