تفقد السور
أوتي نبي الله داوود -عليه الصلاة والسلام- الملك والحكمة وفصل الخطاب، ووصفه الله سبحانه وتعالى بالقوة في الطاعة(١).
وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود".(٢)
كيف استطاع نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام أن يوفق بين الُملك والخلوة؟ في حين أن أحدنا يؤتى بعضا من زخرف الدنيا ومشاغلها فلا يجد وقتا لنفسه!
يكمن السر في حسن إدارة الوقت، حيث كان نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام يرتب وقته في ثلاثة أمور:
١- شؤون الملك.
٢- القضاء بين الناس.
٣- الخلوة والعبادة وترتيل الزبور تسبيحا لله في المحراب(٣).
التقسيم أعلاه يناسب مقام النبي الملك، ولكن هناك تقسيم آخر للوقت يناسب الناس فيما دونه:
"مكتوب في حكمة آل داوود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات:
١- ساعة يناجي فيها ربه.
٢- ساعة يحاسب فيها بين نفسه.
٣- وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه.
٤- وساعة يخلي فيها بين نفسه بين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونا له على تلك الساعات، وإجماما للقلوب"(٤).
التقسيم أعلاه يناسب مقام النبي الملك، ولكن هناك تقسيم آخر للوقت يناسب الناس فيما دونه:
"مكتوب في حكمة آل داوود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات:
١- ساعة يناجي فيها ربه.
٢- ساعة يحاسب فيها بين نفسه.
٣- وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه.
٤- وساعة يخلي فيها بين نفسه بين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونا له على تلك الساعات، وإجماما للقلوب"(٤).
قد نلاحظ أحيانا خلل في إدارة الوقت، فيصلي أحدنا وقلبه في مشاغل الدنيا، أو تطول به أوقات العمل فيستغرق وقت الأسرة، وقد يطول به الوقت مع الإنترنت ولا يجد نصف ساعة حتى للقراءة أو الرياضة.
والنتيجة عقل مرهَق، وفكر مُشتت، ومهام مؤجلة.
أما نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام فقد كان ينجز مهامه حتى إذا دخل المحراب للعبادة والخلوة لم يدخل إليه أحد حتى يخرج هو إلى الناس، وكان يحيط المحراب بالأسوار. قال تعالى: "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف.. ".(٣)
تسوروا : أي تصعدوا سوره ونزلوا إليه. والسور: الحائط المرتفع.
لم أحاطَ نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام محرابه بالأسوار؟
- احتراما لحق المعبود سبحانه والتفرغ له بالكلية.
- حفظاً للعبادة عن أعين الرياء.
- صونها عن الملهيات.
هكذا ينبغي أن تكون أوقات الخلوة والعبادة، حتى إذا خرج الإنسان من محرابه وأخذ من الدنيا مما أباحه الله لم يكن مقصرا في دينه.
(١) "واذكر عبدنا داوود ذا الأيد" ص / آية ١٧، ذا الأيد: ذي القوة.
(٢) شرح الحديث .
(٣) صفوة التفاسير/ الجزء الثالث / ص ٥٥.
(٤) رواه الإمام أحمد مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أبو حاتم وابن حبان وغيره.
هناك 7 تعليقات:
للهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
بوركت
الأخ / حمد
اللهم آميــــن..
لن نحقق أي إنجاز إلا بتوفيق الله أولا ثم حسن إدارة الوقت وضبط المهام .
أحسنتِ الاختيار .
غير معرف..
بوركت ووفقت، تعجبني هذه الردود التي تثري الموضوع..
اللهم وفقنا لما تحب وترضى..
بارك الله فيك حبيبتي ... وزادك علماً ♡
ذكرك الله الشهادة والعبادة يامي ، كم نحن مقصرون في جنب الله ، فعلاً إن أردنا التوفيق لحسن إدارة الوقت علينا أن نخصص وقت نختلي فيه مع الله ونهتم أكثر بجودة صلاتنا ..ومناجاتنا لله رحمة بأنفسنا التي تهدر الكثير من الوقت ،كم نحتاج للتذكرة جعلها الله في ميزان حسناتك تثقله بالحسنات المتجددة كلما تذكرنا كلماتك الطيبة ، اللهم ذكرنا ماعلمنا في كل لحظة .
دمت بود غاليتي .
رزقنا الله وإياكم الوصول إلى تلك المرحلة..
بورك قلمكم..
إرسال تعليق