عايزة أتجوز !

غادة عبد العال

منذ فترة سمعت عن رواية عايزة أتجوز .. والنجاح الذي حققته عبر مدونتها المتميزة.. واشتريت الرواية وإذا بالنسخة مختومة بالطبعة التاسعة .. وكأنه يضمن لي التنقل في نوبات من الضحك حتى المرحلة التاسعة !


وهذا ما حدث فعلا ، فمع كل موقف أضحك للموقف نفسه ، ولطريقة وصفها للمشهد وهو ما ينتزع مني الضحك بشكل يجعلني أنا المضحكة ! مع أن الموضوع حساس ولا يحتمل الضحك ، لكن أسلوبها في الكتابة يدعو للضحك ..



أضحك حتى أتعب ! أضع الكتاب جانبا وأدخل غرفتي ، لأخرج بعد قليل وأجد مريم  تمسك الكتاب بيد وتمسك بطنها بيدها الأخرى وتضحك ..
آخذ الكتاب منها وأطلب منها أن تكمل دراستها وبعد الاختبارات يمكنها أن تقرأ وتشبع ضحك..!!
أسمعها تحكي ما قرأته لأختها ، وتتعالى ضحكاتهم.. لتلطف أجواء الاختبارات..


لغة الكتاب عامية مصرية 100% وكأننا أمام مسلسل مصري .. أول مرة أقرأ كتاب باللهجة العامية! اقرؤا معي ..


أيمن دخل على مكتبهم الذي يضم 14 صيدلانية كلهم ( على وش جواز ) لأ ومش أي أيمن ! ده عريض المنكبين قوي الجبهة طويل القامة واسع الابتسامة عميق العينين حاد الأنف..
ابتدت عاصفة الصحراء ، مرايات بتتفتح ، أقلام روج من كل لون ونوع ، بودرة ، كحل ، وكل الاستعدادات الأنثوية..


المهم بعد عاصفة الصحراء دي ، دخل أيمن المكان ، ماحدش قدر يبص بطريقة مباشرة لأن كل شئ فيه كان بيلمع ، الشعر ، البسمة ، الجاكت الجلد ، الشوز الملمع . كان صعب تبص له مرة وحدة ، مش هاتقدر تفتح عينيك ، وريحة البارفان اللي هبت على المكان خلت اتنين يفقدوا النطق وتلاتة يفقدوا الوعي وواحدة كان عندها استعداد تفقد أكتر من كده لو حد إداها فرصة !!!!!!!


تذم بنات الجيران اللاتي يقضين أوقاتهن في البلكونة ، ثم تتحدث عن نفسها..
أنا طبعا ماكنتش باعمل الحركات دي خالص ، صحيح أنا اخدت أجازة أسبوع من شغلي وقعدت في البيت .. بس عادي يعني بتحصل ..
وصحيح إني مقضية اليوم كله في البلكونة بس لسبب ..! أسيب الزرع اللي في بلكونة الجيران اللي تحتنا يموت يعني ؟ كنت باقف يادوب ساعتين تلاته أسقيه ( أصلي كنت باسقيه بطريقة الري بالتنقيط عشان ما يشرقش)..
وأول ما هو يطل من شباكه كل وحدة تسيب اللي في إيدها وتاخد زاوية تحت إضاءة تخليه يشوفها كويس وهو يحرك راسه ويبتسم ابتسامة بانورامية تشمل كل البنات وفي نفس الوقت تحسس كل واحدة إنه بيبتسملها هي وبس !!


وفي عز حالات الاكتئاب التي مرت بها -غادة - كتبت ذات يوم في مذكراتها :
النهاردة وانا في معمل السموم وباحقن الفار بمحلول يا إما ماء وملح  يا إما سيانايد ، الإبرة دخلت في بطن الفار وطلعت من ضهره ودخلت في صباعي .. يا ترى إيه أعراض تسمم السيانايد ؟ ربنا يستر !!


لها جمل رائعة تنثرها بين المواقف كقولها :
"الحياة الصغيرة هي اللي بتدي للحياة طعمها "


ورغم رغبتها بالزواج وقصتها في البحث عن كتاب : ( كيف تصطادين عروسا) إلا أنها واعية وتقيم النصائح التي تقدم لها وفق ما يناسب مبادئها..


أسلوبها العفوي الظريف مع هذه القضية الحساسة يجعلني فعلا أتعجب كيف استطاعت التعبير عن نفسها بهذه المرونة والبساطة .. لكنها في مقالة ع.ا.ن.س ، تكلمت بجدية وبنبرة مختلفة.. كأنها تنبه القارئ : أنا بتكلم جد يا جماعة !


الخاتمة أتت مختلفة تماما ..
كانت بلهجة جادة مختلفة عن نبرة الضحك السابقة.. حيث خلعت قناع الضحك لتظهر بوجه جاد يوجه رسالة قوية للمجتمع تجاه الفتاة التي لم تتزوج .. وتناقش الموضوع من خلال الواقع الذي اطلعتنا عليه.. وتضع النقاط على الحروف وتشير لحقائق تناولتها من خلال القصص..


كلمة أخيرة :
سواء كنت عايزة أتجوز أو متزوجة فعلا..
حتما هناك أمور تنقصني ، وأحتاجها ، عايزاها..
لكن .. هل أستطيع التعبير عنها بهذه المرونة والثقة .. أو الفكاهة..

مدونة عايزة أتجوز:

http://wanna-b-a-bride.blogspot.com/
  

كما يمكنكم الحصول على الكتاب على الرابط التالي في موقع دار الشروق

http://www.shorouk.com/books/details.aspx?b=9b38f20a-65df-434a-aea8-9b188a6163a4

تمر علي ابنتي مريم وأنا في الصالة أقرأ وأضحك ، فتقترب مني لتقرأ العنوان على الغلاف (عايزة أتجوز) فتضحك هي الأخرى للعنوان ... ولشكلي ! وتنتقل الهتافات في المنزل وترافقها أصداء الاستغراب ..لا يفوتكم أمي تقرا عايزة أتجوز..