شكرا أيها الأعداء
سلمان العودة
وصلتني رسالة من إحدى الأخوات تنصحني بشراء هذا الكتاب ، وقد اشتريته من معرض الكتاب السابق ، ليس من طبعي أبدا شراء مثل هذه الكتب ، لكني اشتريتها مجاملة لها أولا ! ولعلمي بأن اختياراتها دائما موفقة ..
ومنذ ذلك الوقت وأنا متكاسلة عن البدء بقراءته..
لكن ، عندما شرعت بالقراءة ، وجدت نفسي أندمج معه لدرجة يصعب معها ترك الكتاب !
الكتاب من 365 صفحة ، وهو من منشورات مؤسسة الإسلام اليوم
لماذا تغيرت نظرتي للكتاب ؟
لأني ظننته سيتحدث عن أمريكا ، وإسرائيل ، أعداء الإسلام !!
ولكني وجدته يتحدث عن الأعداء الذين يتسترون برداء الصداقة أو الزمالة في العمل أو حتى الأهل !
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات متفرقة تتناول جوانب عدة للتعامل مع هذه الشخصيات .. أو كما يسميهم الأعداء..
من هم هؤلاء الأعداء ؟
كل من يؤذيك فهو عدو !
الحاسد !
الكاذب !
من يتقن نقل الكلام والقيل والقال !
من يفرح بتكسير أجنحة الناجحين !
الذي يشكك بنوايا المجتهدين !
وغيرهم كثير ، يصعب حصرهم ..
لماذا نشكرهم ؟!
لأننا تعلمنا معهم الكثير الكثير..
فالحاسد ، تعلمنا منه أن نستر عنه ما يستفز حسده
والكاذب ، تعلمنا منه أن لا نصدق أي كلام يقال لنا
ومن يحطم معنوياتنا ، تعلمنا منه أن نستمر في طريق النجاح ولا نلتفت لهم..
كتاب أكثر من رائع
يدل على فهم صحيح للإسلام ، وطرق التعامل ..
فيما يلي بعض الاقتباسات من الكتاب ، أرجو أن تحوز على رضاكم ..
***
بمقدورك أن لا تحب الظروف الصعبة ، لكن ليس عليك أبدا أن ترفض التعامل الإيجابي معها
***
النقد تبعة ضرورية لكل من يعمل شيئا يهم الآخرين
***
الشخصية القتالية ليست هي الشخصية البناء ، إنها تتعامل وكأنها مطرقة ، وكأن كل شئ حولها هو مسمار !
***
ما يأتيك من الناس يؤثر فيك بنسبة 20% ، بينما ما يأتيك من داخل نفسك وردة فعلك تجاه الآخرين يمثل 80%
***
في صلح الحديبية - رضي الرسول صلى الله عليه وسلم - بمسح البسملة وأبدلها بـ (باسمك اللهم ) ومسح لفظ رسول الله وأبدله بـ ( محمد بن عبد الله )
إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه رسول الله وأن بسم الله الرحمن الرحيم شريعة ولا مزايدة على ذلك ، لكن هي قضية التعايش مع الآخرين ومع الواقع وأن ندرس عمليا كيف نتعامل مع هذا الواقع بطرق سليمة تحقق المصلحة وتدفع المفسدة.
***
ليس من الضروري أن تطفئ أنوار الآخرين لتجعل نورك يضئ !
***
كم عمل قليل تكثره النية الصالحة
***
المبادرات الفردية حل جزئي حين يغيب المشروع العام
***
يوجد دائما قمة أعلى ذات منظر أجمل
***
عندما يُهاجَم الصقر من قبل أسراب الغربان ، فإنه لا يتعارك معها ولكنه يحلق إلى آفاق أوسع وأعلى
***
الحمد لله الذي جعل أصدقاءنا من حولنا أكثر من الأعداء ، فاللمسات الأخوية الصادقة تشفي ما سببه الأعداء من جراح